في ظل توجه العلماء لاكتشاف وجود كائنات حية خارج المجموعة الشمسية، يركز البحث التقليدي على النجوم الحديثة، ولكن الدراسات الأخيرة تولي اهتمامًا أكبر بالنجوم القديمة لأنها توفر فرصًا أكبر لاكتشاف دلائل الحياة. وتم اكتشاف أول كوكب خارج المجموعة الشمسية في عام 1995 تحت اسم “51 بيغاسي”، وتم اكتشاف أكثر من 5500 كوكب آخر منذ ذلك الحين.
تُركز دورة البحث العلمية على النجوم القديمة بسبب حالتها المغناطيسية، والتي يُعتقد أنها تلعب دورًا هامًا في استضافة أنماط مختلفة من الحياة المعقدة على الكواكب التابعة لها. تدور النجوم بسرعة عالية عندما تكون في مرحلة الولادة، مما يؤدي إلى تكوين مجالات مغناطيسية قوية تطلق إشعاعات ضارة وجسيمات مشحونة على الأنظمة الكوكبية. وعلى مر السنين يبدأ تباطؤ دوران النجم بسبب التأثير المغناطيسي، مما يؤدي إلى ضعف في المجال المغناطيسي للنجم.
تشير ورقة بحثية بعنوان “الكبح المغناطيسي الضعيف لنجم 51 بيغاسي” إلى أن الدراسة تقدم فهمًا جديدًا لكيفية تغير سرعة الدوران والقوة المغناطيسية في النجوم القديمة التي تتجاوز منتصف عمرها. كما تشير إلى أن الكبح المغناطيسي في النجوم القديمة يؤدي إلى حجز الرياح النجمية وتقليل الضرر الذي تسببه على الكواكب المجاورة، مما يزيد فرص تطور الحياة.
في السنوات الأخيرة، استخدم علماء الفلك القمر الصناعي “تي إي إس إس” لقياس المجالات المغناطيسية لبعض النجوم بشكل مباشر، بما في ذلك نجم 51 بيغاسي. وكشفت الدراسة عن تغير كبير في الكبح المغناطيسي الذي يحدث في النجوم الأصغر سناً، حيث يُلاحظ ضعف في فعالية الكبح المغناطيسي في مرحلة معينة من تطور النجم ويبدو أن هذا الضعف يستمر مع ازدياد عمر النجم قبل أن يستعيد الكبح المغناطيسي قوته مرة أخرى.
بشكل عام، يؤثر النجوم الأصغر سناً على كواكبها بإشعاعات ضارة وجسيمات مشحونة، في حين يمكن للنجوم القديمة أن توفر بيئة أكثر استقرارًا. وبالتالي، يُشير هذا الاستنتاج إلى أن النجوم في منتصف العمر أو الأكبر سناً قد تكون أفضل أهداف البحث عن الحياة خارج المجموعة الشمسية.