في موقف تاريخي غير مسبوق قد يؤدي إلى تغيير مسار الحرب الإسرائيلية على غزة، تقدمت جنوب أفريقيا بدعواها ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، متهمة إياها بانتهاك التزاماتها بموجب اتفاقية الأمم المتحدة للإبادة الجماعية. تعتبر هذه القضية الأولى من نوعها التي يتم فيها محاكمة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، وإذا خلصت المحكمة إلى مسؤولية إسرائيل المباشرة عن الإبادة الجماعية، فستكون هذه هي المرة الأولى التي تُدان فيها دولة بارتكاب الإبادة الجماعية بشكل مباشر. يستحق التنويه أنه في السابق لم يثبت المحكمة مسؤولية أي دولة عن الإبادة الجماعية بشكل مباشر.
نشهد أيضًا تشابهًا طبيعيًا بين نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا والاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، سواء في طبيعة العنف الذي يمارسه النظامان أو في النضال الثوري الذي يقوم به الشعبين. وقد أُقيم تحالف سياسي وعسكري بين إسرائيل وحكومة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا خلال سبعينيات القرن الماضي ، وهذا التعاون ساعد في تعزيز الاقتصاد الإسرائيلي والحكومة الجنوب أفريقية المعزولة. ومن الجدير بالذكر أن هناك تاريخًا طويلًا من النضال المشترك بين جنوب أفريقيا وفلسطين ، حيث حظيت حركة المقاومة الفلسطينية بدعم قوي من قبل الحركة النضالية ضد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
على الرغم من الإدانة العلنية لسياسات الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، كان هناك ارتباط سري بين إسرائيل والنظام الجنوب أفريقي، حيث تم تطوير تحالف سري بينهما وتبادل التجارة في مجال الأسلحة والتقنيات العسكرية المتقدمة. يُشير هذا التحالف والتقارب الأيديولوجي بين النظامين إلى أن إسرائيل عبارة عن دولة فصل عنصري مكتملة الأركان. وعلى الرغم من الانتقادات والاعتراضات على المقارنة المباشرة بين الوضع في جنوب أ