لم يشهد يوم الثلاثاء 30 سبتمبر/أيلول 2014 يومًا عاديًا في حياة السوري اللاجئ الذي وصل حديثًا إلى ألمانيا. خرج الرجل يُدعى أنور البني وزوجته من مسكنهما في مخيم مارينفيلده للاجئين في برلين للتسوق من متجر قريب يبيع بضائع تركية.
عندما كان في طريقه للخروج، لاحظ البني شخصًا يقترب من الجهة المقابلة له، واشتبه في أنه رأى هذا الشخص من قبل في مكان ما، خاصة بعد أن قام بتحية البني. نظر البني إلى زوجته وهمس في أذنها قائلاً “أعرف هذا الرجل، لكني لا أستطيع تذكره جيدًا”، وفقًا لما صرح به البني لصحيفة غارديان البريطانية وللجزيرة نت. بعد عدة أيام، نسى البني ذلك الرجل ولكنه فوجئ بصديق يسأله بصوت مرتفع “ألم تعلم أن أنور رسلان يقيم معك في مخيم مارينفيلده؟”.
بعد سماع اسم رسلان، صدم البني وأدرك الأمر. هذه اللحظة كانت بداية مسار قضائي طويل، حيث تمكّن من الإمساك بثلاثة عملاء من المخابرات السورية واثنين من المليشيات المؤيدة للحكومة السورية. كانوا قد دخلوا ألمانيا كطالبي لجوء وتم مقاضاتهم بتهم تتعلق بجرائم حرب، وذلك بموجب “الولاية القضائية العالمية” التي تسمح لدولة ما بمقاضاة المجرمين بغض النظر عن جنسياتهم أو مواقع جرائمهم.