تشير الوثائق إلى أن الألمان ارتكبوا إبادة جماعية في ناميبيا بين عامي 1904 و1908. في هذه الفترة، قامت الحكومة الألمانية بإجراء عمليات قتل واسعة النطاق وتهجير لشعبي الهيريرو والناما. وقد بدأت قصة الاستعمار الألماني في ناميبيا قبل عقود من ذلك الوقت. تعتبر هذه الأحداث أول إبادة جماعية في القرن العشرين.
في عام 1884، تم تقسيم الأراضي الأفريقية بين القوى الأوروبية في مؤتمر برلين. وحصلت ناميبيا على حصتها من الاستعمار الألماني. في بداية القرن العشرين، استقر حوالي 5 آلاف مستوطن ألماني في ناميبيا وسيطروا على 250 ألف ساكن أفريقي. مع تنامي السيطرة الألمانية، تضاءلت حقوق السكان الأفارقة وتم طردهم من أراضيهم وتجميعهم في “المحميات”.
تعرض الأفارقة الذين يعتبرهم الألمان مخالفين للقانون لعقوبات قاسية مثل جلد وشنق، وتم وثقت حوادث اغتصاب وقتل الألمان البيض الحاكمين. في عام 1904، ثار الهيريرو ضد الاستعمار الألماني، وأصبحت الحرب أمراً حتمياً. تم تنفيذ سياسة التهجير والإبادة الجماعية للهيريرو والناما بأوامر من الجنرال الألماني. اندلعت معارك عنيفة ومات الآلاف.
تم إعتبار ما حدث في ناميبيا إبادة جماعية من قبل الأمم المتحدة في عام 1985. وفي عام 2021، أقرت الحكومة الألمانية رسميًا بأن ما حدث كان إبادة جماعية. تعهدت الحكومة الألمانية بدفع 1.1 مليار يورو لناميبيا على مدى 30 عامًا وذلك لدعم المجتمعات المتضررة. ومع ذلك، لا تزال هناك أمور مثيرة للجدل بشأن هذا الاتفاق وتطلب المجتمعات المتضررة المزيد من العدالة.