مرت مئة يوم على عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها حركة حماس في قطاع غزة، والتي غيَّرت مسارات السياسة في الشرق الأوسط. وقد أثرت هذه العملية على تطورات الصراعات الإقليمية، بما في ذلك في اليمن ولبنان وسوريا والعراق. بالإضافة إلى ذلك، نجحت حركة حماس في جذب انتباه القوى الدولية وتعقيد حساباتها، خاصةً الولايات المتحدة والصين وروسيا. وبفضل تحركاتها السياسية والدبلوماسية، استطاعت الصين وروسيا تعزيز مكانتهما في المنطقة والحصول على النقاط السياسية.
منذ نهاية الحرب الباردة، ركزت الصين على تطوير اقتصادها الداخلي وتفادي التدخل السياسي في الصراعات الدولية. ولكن في الآونة الأخيرة، بدأت الصين تتحرك بشكل أكثر وضوحًا في المحافل الدبلوماسية وتسعى لتعزيز دورها الدولي. وقد أعلن الرئيس الصيني “شي جين بينغ” عن مبادرة للأمن العالمي في أبريل 2022، مما دل على تسييس الدور الصيني الدولي. وتستخدم الصين هذا الدور لإظهار تفوقها الدبلوماسي وتعزيز علاقاتها الدولية.
أما روسيا فاستغلت حرب غزة لتعزيز تأثيرها وشعبيتها في المنطقة. وفي حين تعمل الولايات المتحدة على دعم إسرائيل، اتخذت روسيا موقفًا حيال الصراع ورفضت إدانة هجمات حماس. وبهذا، نجحت روسيا في جذب تعاطف بعض الدول والشعوب في المنطقة وتعكير صورة أوكرانيا التي صاحبت حربها مع روسيا.
باختصار، استفادت الصين وروسيا من عملية “طوفان الأقصى” لتعزيز دورهما السياسي والدبلوماسي في المنطقة. في حين تراجعت النفوذ الأمريكي والشرعية الغربية نتيجة تقديمهما الدعم لإسرائيل وعدم إدانة هجماتها. وهذا يبرز أهمية العوامل السياسية في تحقيق النجاح والتأثير في المنطقة.