منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر الماضي، زادت دعوات مقاطعة البضائع الداعمة لإسرائيل وتأثيرها على الشركات المستهدفة. تعمل فكرة المقاطعة على تغيير السياسات أوالممارسات الاجتماعية للجهات المستهدفة عن طريق استخدام الحركة الجماعية. تكتسب حملات المقاطعة أهمية كبيرة في المناطق ذات القوة الشرائية الكبيرة، حيث يمكن أن تؤثر على الشركات المستهدفة ماليا. يرى بعض الباحثين أن تأثير المقاطعة على سمعة الشركة والعلامة التجارية لها أهم من تأثيرها على المبيعات. يوجد عدة نصائح لزيادة فعالية حملات المقاطعة، مثل اختيار الشركات المستهدفة التي تعاني من أزمة في الصورة العامة وإشراك وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي من البداية. التحرك الفاعل من المستهلكين ودعم البدائل المحلية هي أيضًا جوانب مهمة لنجاح حملات المقاطعة.
أظهرت دراسة أن المقاطعة لها تأثير أكبر على سمعة الشركة وصورتها التجارية بدلاً من المبيعات. قامت شركة ستاربكس برفع دعوى قضائية ضد نقابة العمال المتحدين، وهو ما أثر سلبًا على سمعتها وتسبب في دعوات متزايدة لمقاطعة سلسلة مقاهيها. أثبتت الدراسات أنه كلما زاد الاهتمام بحملات المقاطعة في وسائل الإعلام، زادت فاعليتها. يشير الباحثون إلى أن الانخفاض في المبيعات ليس مؤشرا مهما لفعالية الحملات، بل تكمن القوة الحقيقية للمقاطعة في تأثيرها على سمعة الشركة وعلامتها التجارية.
تمكنت حملات المقاطعة من استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي لزيادة قوتها وتأثيرها. توجد الآن مواقع وتطبيقات مخصصة لتحديد البضائع المستهدفة وبدائلها. يعتبر تاريخ المقاطعة طويلًا، حيث كانت هناك حملات مقاطعة ناجحة في مختلف أنحاء العالم للتعبير عن المواقف ومواجهة السلطة. بغض النظر عن تأثيرها الاقتصادي، فإن مقاطعة الشركات الداعمة للاحتلال هي واجب أخلاقي على الجميع وقد يكون التأثير على الاقتصاد المحلي إيجابيًا.
https://www.aljazeera.net/opinions/202412151730522625/%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D9%85%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%B6%D9%88%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A
تأثير المقاطعة
يشير دليل المناصرة الفعالة الصادر عن صندوق أدوات المجتمع بجامعة كنساس إلى دراسة استقصائية أُجريت عام 1991 في المملكة المتحدة تكشف أن المقاطعة أكثر فاعلية من حملات الضغط في إقناع الشركات بتعديل سلوكها. وتحديد أهداف واقعية وطويلة المدى مع أهداف قصيرة المدى هي أيضًا مهمة لنجاح حملات المقاطعة. يعتقد سيزار تشافيز أن المقاطعة تحتاج إلى دعم نسبة صغيرة من المستهلكين (حوالي 5%) لتحقيق تأثير ملموس ، وقد تكون النسبة 10% كافية لتحقيق تأثير كبير. بالإضافة إلى ذلك ، يجب أن تتضمن المقاطعة البدائل المناسبة للمستهلكين ، وتكون متاحة وذات جودة جيدة بأسعار تنافسية. قد يؤدي تحقيق هذه الأهداف إلى تأثيرات إيجابية على الاقتصاد المحلي. تجدر الإشارة إلى أن الشركات غالبًا ما تتبع استراتيجيات محددة للتعامل مع حملات المقاطعة ، مثل التبرعات وإثارة المخاوف حول التأثيرات السلبية على الاقتصاد المحلي والتعاون مع الثقافة والهوية الوطنية للدولة الهدف.