أصدرت الكاتبة الأردنية غصون رحّال رواية جديدة بعنوان “مَنُّ السَّما”، والتي تتناول قصة الحب والحرب والموت والجنون وصراعات البشر. وتعد هذه الرواية الخامسة لرحّال بعد أعمالها السابقة مثل “موزاييك” و”شتات” و”خطوط تماس” و”في البال”. وفي رسالة التضامن مع سكان قطاع غزة، وجّهت رحّال تحية لهم ووصفتهم بأنهم يُكتبون بدمائهم وعذاباتهم ملحمة أسطورية. وأشارت إلى أن طوفان الأقصى يعد المحك الأساسي للانحياز إلى الحرية والعدالة والإنسانية.
تعتبر رحّال أن العالم لا يتوقف عن الصراعات، وقد وصفت مجلس الأمن الدولي بـ”الكراكن” الذي يقطن مقر الأمم المتحدة وينشر الفوضى في أرجاء العالم. وتقدم رحّال قصصًا متعددة في روايتها تشمل تجارب النساء الإيزيديات التي تعرضن للاغتصاب والقتل من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل، وتسلط الضوء على القضايا الراهنة وتحولات الربيع العربي. وتؤكد أن الكتابة الروائية تعتمد على الخيال والكذب الجميل، وأنها لا تقوم بسرد الأحداث كما وقعت بالضبط، ولكنها تعمل على خلق عوالم موازية وشخصيات تعبر عن آراء وأفكار الكاتبة.
أما بطلة الرواية “عهد”، فهي شخصية متخيلة مستوحاة من خبرات وتجارب حقيقية لعدة شخصيات عملت في مجال حقوق الإنسان. وتستخدم رحّال تقنية تعدد الأصوات في روايتها لمنح الشخصيات حرية التعبير والتواجد المستقل، لذلك فإن الآراء المتناقضة للشخصيات تظهر وتساهم في إثارة توترات الرواية. وتعكس رسالتها في الرواية ضرورة الصمود وقوة الإرادة لتحقيق الحلم بالحرية ومحاربة الفساد والاستبداد.
تهدف رحّال في روايتها إلى فضح الأسرار التي تحيط بالطبقة الحاكمة ونظامها العالمي، وتكشف عن دورها في إثبات العدالة والسلام الذي يسبب الدمار في العالم. وتحمل الرواية رسائل غير مباشرة تدعو إلى التمسك بالمثابرة وقتال الفساد والاستبداد. وعلى الرغم من أن الكتابة تشتمل على عناصر إثارة وتشويق، فإن رحّال لا تضع تنازلات لجذب القراء بل تهدف إلى إحداث صدمة لإخراجهم من منطقة الراحة والاستكانة إلى منطقة التنبّه واليقظة.
يعتبر العالم الغربي سوقًا شاسعًا للكتاب، وهناك اهتمام من الشباب بالثقافة الشرقية والعربية، ولكن التحدي الرئيسي لمترجم الأدب العربي إلى الإنجليزية هو التعامل مع الشعرية والبلاغة والترميز التي تميز الكتابة بالعربية. ومع ذلك، فإن الغربيين يظهرون اهتمامًا كبيرًا بالأعمال الأدبية العربية والتعرف على ثقافتها.