أعلنت السلطات الفرنسية خططها لإجراء تعديل دستوري يلغي حق مواليد جزيرة مايوت الفرنسية في الحصول على الجنسية الفرنسية. تهدف هذه الخطوة، بحسب الحكومة الفرنسية، لاحتواء أزمة الهجرة غير الشرعية. واتخذ وزير الداخلية جيرالد دارمانين هذا القرار خلال زيارته للجزيرة، حيث أكد أنه “لن يتمكن أي شخص من أصول غير فرنسية من الحصول على الجنسية الفرنسية”. وأوضح أن هذا القرار سيقتصر على جزيرة مايوت ويهدف إلى تقليل جذبية الأرخبيل للمهاجرين.
جزيرة مايوت تتألف من جزيرتين صوتتا لبقاء جزء من فرنسا في عام 1973، بينما أعلنت الجزر الأخرى في الأرخبيل استقلالها لتصبح جزر القمر. وفي فرنسا، يُسمح بمنح الجنسية للمواليد لأب والد فرنسيين، وللأطفال المولودين في الأراضي الفرنسية بشروط معينة. لكن في جزيرة مايوت، تطبق قواعد أكثر صرامة. الآن، تعتزم الحكومة الفرنسية تشديد هذه القواعد بشكل أكبر في عام 2024.
من جانبهم، ينتقد اليسار الفرنسي هذا القرار الجديد، في حين يرحب زعماء اليمين واليمين المتطرف به. ويرى بوريس فالود، رئيس الاشتراكيين في الجمعية الوطنية، أن الجنسية المكتسبة بالولادة غير قابلة للتفاوض. واتهمت اليسارية مانون أوبري إدارة الرئيس إيمانويل ماكرون بمهاجمة مفهوم الجنسية الفرنسية ذاتها. بالمقابل، يدعو سباستيان تشينو من حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف إلى إلغاء حقوق الأرض في جميع أنحاء التراب الوطني.
يشهد الجدل حول جزيرة مايوت استمرارًا، حيث يسعى العديد من الأشخاص إلى الحصول على الجنسية الفرنسية. تحكم فرنسا في الجزيرة منذ عام 1841، وأصبحت جزءًا من فرنسا عام 2011. وعلى الرغم من أن نصف سكان الجزيرة لا يحملون الجنسية الفرنسية، إلا أن مايوت حصلت على عضوية الاتحاد الأوروبي في عام 2014. الجزيرة تشهد هجرة قوية من سكان جزر القمر المجاورة، حيث يحاول الكثيرون البحث عن وضع معيشي أفضل. وقد أدى هذا التدفق إلى توترات واحتجاجات داخل الجزيرة بسبب الجريمة والفقر ونقص المياه الصالحة للشرب.
وأخيرًا، فإن الحكومة الفرنسية تستمر في اتخاذ إجراءات صارمة لمواجهة الهجرة غير الشرعية في الجزيرة. وفي عام 2018، بدأت فرنسا ترحيل آلاف المهاجرين غير الشرعيين سنويًا. كما قدمت فرنسا مساعدات مالية لحكومة جزر القمر لمكافحة هجرة القمريين غير الشرعية.