تتعدد النظريات التربوية في طرق التربية المثلى للأطفال، بين تلك التي تدعو إلى تعزيز السلوكيات الإيجابية وأخرى تؤمن بأن العقاب يؤدي إلى التعلم. في المقابل، يرى علماء أن قدرًا كبيرًا من اكتساب الخبرات يحدث بشكل غير مباشر فيما يعرف بـ”التعلم بالملاحظة”. عالم النفس ألبرت باندورا قد أثبت أن الإنسان يميل إلى الانخراط في التعلم القائم على مراقبة الآخرين. التعلم بالملاحظة يبدأ في المراحل الأولى من حياة الطفل، من خلال مراقبة تفاعل وتصرفات من حوله، مثل الأب والأم والإخوة والأصدقاء والجيران. هناك أربع مراحل للتعلم بالملاحظة في علم النفس وهي: الانتباه، الحفظ، الحركة، والتحفيز. تؤثر التعلم بالملاحظة على شخصية الطفل واستقراره النفسي عن طريق تكوين شخصيته، وتكوين العلاقات الاجتماعية، وتعزيز الاستقرار النفسي، وتطوير الفهم والتعلم. التعلم بالملاحظة مرتبط بالتفاعل الاجتماعي ويسهم أيضًا في تعلم السلوك الإبداعي. هناك عوامل تزيد من احتمالية التعلم بالملاحظة، بما في ذلك الأشخاص الذين نشعر بدفئهم واهتمامهم، والأشخاص الذين يتلقون مكافآت على سلوكهم، والأشخاص الذين يمتلكون موقعا موثوقا في حياتنا، والأشخاص الذين يشبهونا في العمر والجنس والاهتمامات، والأشخاص الذين نعجب بهم أو يتمتعون بمكانة اجتماعية أعلى، وعندما تتم مكافآتنا لتقليد السلوك في الماضي، وعندما نفتقر إلى الثقة في معرفتنا أو قدراتنا.