لا راحة حتى للموتى في غزة حيث تعمل قوات الاحتلال على نبش القبور وتدميرها. يضطر أهالي الشهداء إلى دفنهم في ساحات المستشفيات والمدارس بسبب الحصار الإسرائيلي. تم هدم وتدمير أكثر من ألفي قبر في 20 مقبرة رسمية وعشوائية وداخل المستشفيات. قوات الاحتلال تنبش القبور في غزة وتطرح الجثث في الشوارع.
شهود عيان في التفاح بمدينة غزة شاهدوا قوات إسرائيلية تنبش قبرًا وتخرج الجثث منه وتضعها على الأرض بالقرب منه. حتى المقابر الجماعية لم يسلم من تجريفها ودمارها.
النازحون في مخيم المغازي اضطروا لحفر قبور لأحبائهم في ساحة المدرسة. المدرسة تعرضت لقصف وانفجار عبوات غاز، وتم دفن أكثر من 50 شخصا في قبور جماعية في الموقع. كثيرون قاموا بعمل علامات على القبور للتعرف عليها في المستقبل.
الكثير من سكان غزة يأملون في نقل رفات أقاربهم إلى مقابر أخرى بعد انتهاء الحرب. يصر أهالي الضحايا على أن يتم دفن أبنائهم في مقابر قريبة حتى يتمكنوا من زيارتهم والدعاء لهم. يروون حزنهم وغضبهم ورفضهم لما حدث ولانتهاك حرمة الأموات.
أخيرًا، يقول المراسل وائل الدحدوح إنه اضطر لدفن ابنه في مقبرة جنوب رفح بعد استشهاده في غارة إسرائيلية، ويأمل في نقل جثة ابنه إلى مقبرة الشهداء في غزة بعد انتهاء الحرب. سكان غزة يعبرون عن رغبتهم في العودة للتفقد قبور أقاربهم بعد انتهاء الحرب.