واشنطن – صدمت الأوساط الأمريكية بوفاة ثلاثة جنود وإصابة 40 آخرين في هجوم بواسطة طائرات مسيرة على قاعدة برج 22 في شمال شرق الأردن في يوم الأحد الماضي. وأظهرت التقارير أن الهجوم جاء مفاجئًا أثناء نوم أغلب أفراد القاعدة دون سابق إنذار، حيث وقع الهجوم في تزامن مع عودة طائرة مسيرة أمريكية من مهمة مراقبة. ورغم انعدام الأدلة على تورط إيران في الهجوم، إلا أنها توفر الأسلحة والتدريب والتمويل للجماعات المهاجمة القوات الأمريكية من العراق أو سوريا. ورغم المحاولات السابقة للتفاوض مع إيران لوقف الهجمات، يعتقد مسؤولو البيت الأبيض أن هذه الجهود لم تؤدي إلى أي تغيير ويشعرون بالقلق من المزيد من الهجمات المحتملة.
في ضوء هذه الأحداث، يكثر دعوة القادة الجمهوريين للانتقام والهجوم على إيران. ومع ذلك، يشكك البعض في ما إذا كانت هذه الهجمات تعكس فشلًا في الاستخبارات الأمريكية. وفقًا لخبراء الاستخبارات الأمنية، لا يعكس هجوم الأردن فشلًا في الاستخبارات، وإنما يعكس استمرار التهديدات التي تواجه القوات الأمريكية في المنطقة. يجب أن يتعاون الولايات المتحدة مع شركائها لوقف هذه الهجمات، ولكن ينبغي أن يأخذوا في الاعتبار الأهداف الاستراتيجية الأمريكية وأهداف إيران عند اتخاذ أي إجراء.
وبالنسبة للرئيس بايدن، قد تكون هناك عدة خيارات أمامه للتعامل مع إيران، بدءًا من العمل السري ضد المصالح الإيرانية في المنطقة إلى استهداف منشأة تابعة لإيران في العراق أو سوريا أو لبنان، وصولاً إلى شن هجوم مباشر على الأراضي الإيرانية. ومع ذلك، فإن الخيار الأخير غير محتمل، حيث لا ترغب كلا الجانبين في الانخراط في مواجهة عسكرية طويلة. ومع ذلك، يجب على الولايات المتحدة أن تتعامل بشكل جاد مع التهديدات الإيرانية وأن تفهم أهداف طهران وأهدافها التي قد تكون تتعارض مع أهدافها الاستراتيجية في المنطقة.
يعتبر هذا الهجوم في الأردن انتقادًا لإدارة بايدن في إدارة العلاقة مع إيران وحلفائها بشكل جيد. ورغم الهجمات المستمرة على القواعد العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا، فإن الأردن كان معتبرًا ملاذًا نسبيًا آمنًا للقوات الأمريكية. ولكن بالنظر إلى قرب هذه القاعدة من الحدود العراقية والقاعدة الأمريكية في التنف بسوريا، فإنها أصبحت أكثر عرضة للهجمات، ولم يتخذ القادة الأمريكيون ذلك بجدية.