يعتبر حب الأم لأطفالها شيئًا طبيعيًا وفطريًا، ولكن عندما يتحول هذا الحب إلى شكل من التملك، فإنه يؤثر سلبًا على شخصية الطفل وحياته المستقبلية. بعض الأمهات يميلن إلى إفراط في تدليل أولادهن والتدخل في قراراتهم، مما يمنعهم من الاعتماد على أنفسهم وتكوين شخصيات مستقلة، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تفاقم المشاكل والأزمات فيما يتعلق بنموهم وتطورهم.
حب التملك يشير إلى عاطفة غير ناضجة تتحكم فيها الغيرة والأنانية والتركيز على الذات. يعتقد الشخص المتعلق بطريقة مرضية بأن العطاء هو حقه الخاص فقط وأن التضحية يجب أن تكون من أجله فقط. إن حب التملك يصبح مشكلة عندما يتجاوز حدوده ويؤثر على العلاقات والتطور الشخصي للأطفال.
ريتا سماحة، أخصائية في الصحة النفسية والإرشاد الأسري، تقول إن علاقة الأم بطفلها تتغير مع تقدمه في العمر. في مرحلة الطفولة، يحتاج الطفل إلى الحب والرعاية والأمان من الأم. ولكن مع بدء الطفل بتكوين صداقات والمشاركة في أنشطة أخرى، يقل اعتماده على الأم ويزداد اعتماده على نفسه وعلى الأشخاص الآخرين.
في مرحلة المراهقة، يبدأ الأبناء في الابتعاد عن الأسرة والاعتماد على أنفسهم أكثر. وهذا أمر طبيعي يدل على رغبتهم في تطوير هويتهم الخاصة واستقلاليتهم. حب التملك الشديد للأم لا يسهم في تطور الأطفال وقد يكون ضارًا بالعلاقة بينهم.
تتميز الأم المهووسة بحب التملك بتجاهل رغبات الأطفال، والتحكم فيهم على المستوى المادي والمعنوي، والتدخل في قراراتهم. تشعر الأم بالقلق والخوف على أبنائها وترغب في حمايتهم لأبعد الحدود، ولكن هذا التصرف يؤثر سلبًا على ثقتهم في أنفسهم وقدراتهم.
هناك بعض النصائح التي يمكن اتباعها للتعامل مع الأم التي تظهر حب التملك:
– توعية الأم بأن الطفل ليس أداة لتحقيق رغباتها وأنه يجب توجيهه نحو ما يحب بدلا من قمعه.
– ضرورة إظهار الثقة والتقدم والراحة والأمان للأطفال، والابتعاد عن القسوة الزائدة.
– فهم سبب حب التملك لدى الأم ومحاولة مساعدتها على معالجة المشكلة.
– المحافظة على الاحترام في العلاقة بين الأم والأبناء واللجوء إلى الحوار الهادئ.
– طلب المساعدة من المختصين إذا استمرت مشكلة حب التملك والسيطرة.