عُرض فيلم “الأستاذ” لأول مرة في مهرجان تورنتو السينمائي وحظي بشهرة واسعة في العديد من المهرجانات والفعاليات. يعد هذا الفيلم الروائي الأول للمخرجة والمنتجة “فرح نابلسي”، التي حققت نجاحًا كبيرًا في العام 2020 مع فيلمها القصير “الهدية”، الذي حصد ترشيحًا للأوسكار وفاز بجائزة البافتا. يضم طاقم الفيلم كلاً من صالح بكري في دور المعلم “باسم”، ومحمد عبد الرحمن في دور الطالب “آدم”، وإيموجين بوتس في دور “ليزا” المتطوعة البريطانية في المدرسة. يتناول الفيلم قصة حقيقية وأحداث خيالية متوازية، حيث يتعرف المشاهدين على معلم يدرس اللغة الإنجليزية في مدرسة فلسطينية، وتتقاطع حياته مع حياة طالب يعاني من مأساة عائلية.
يتميز فيلم “الأستاذ” بقصة مشوقة، تزخر بالعديد من المواضيع المثيرة للنقاش. ومع ذلك، يعاني الفيلم من بعض العيوب، مثل السيناريو غير المتسق والحوار الضعيف في بعض المواقع. هذه العيوب تؤثر سلبًا على أداء الممثلين وتقدم الشخصيات. واحدة من أكبر النقاط الضعيفة للفيلم هي العلاقة العاطفية التي تجمع بين المعلم والمتطوعة البريطانية، حيث تشتت المشاهد عن القضية الأساسية للفيلم. بصفة عامة، يظل فيلم “الأستاذ” يواجه صعوبة في تحديد القضية التي يركز عليها بالضبط.
توضح صناعة الأفلام الفلسطينية تحدياتها الفريدة في تقديم القضية الفلسطينية بشكل مؤثر ودقيق في المحافل الدولية، وبالتالي نقل صورة واقعية لما يحدث في فلسطين. من خلال مقارنة فيلم “الأستاذ” بفيلم آخر لنفس المخرجة، وهو فيلم “الهدية”، نجد أن الأخير يُظهر قصة أنسانية بسيطة ومتماسكة تعبر عن تجربة الرجل الفلسطيني العادي، بينما يعاني فيلم “الأستاذ” من تشتت القصة وتعقيد الحبكة. على الرغم من ذلك، تظل المخرجة “فرح نابلسي” في بداية مشوارها المميز في تمثيل وتعزيز القضية الفلسطينية في العالم.