قال أبراهام بورغ، رئيس الكنيست الإسرائيلي السابق، إن جيله هو الجيل الصهيوني الأخير. وكان يتوقع رئيس الكنيست أن ينتهي المشروع الصهيوني في القرن الحادي والعشرين. وتوقع إيلان بابيه، مؤرخ إسرائيلي مناهض للصهيونية، أيضًا نهاية المشروع الصهيوني في بداية العدوان على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
بابيه يعتقد أن نهاية الصهيونية هي عملية طويلة وخطيرة، ومن الممكن أن تستمر لعقود، ولكنه يرى أنه من الضروري أن نكون مستعدين لهذا المصير. يشير بابيه إلى عدة مؤشرات تشير إلى انهيار الصهيونية، وهو مبني على دراسة الصهيونية وتفكيكها منذ فترة طويلة.
تشهد إسرائيل حاليًا حربًا أهلية في ظل تزايد الاحتجاجات ضد حكومة نتنياهو وسعيها لتقييد سلطة القضاء وتعزيز السلطة التنفيذية. هذا التوتر يعكس انقسامًا داخليًا أعمق في إسرائيل بين “الصهيونية العلمانية” و”الصهيونية الدينية”، ويرى بابيه أن هذا الصراع سيؤدي في نهاية المطاف إلى زوال المشروع الصهيوني.
لم تتحقق إسرائيل من هدفها في أن تكون دولة آمنة ومستقرة. تستمر في ممارسة العنف والاستيطان وسلب الفلسطينيين حقوقهم الإنسانية. وقد دفعت الحروب مع دول المنطقة وفشل عملية “طوفان الأقصى” إلى زيادة عدد الإسرائيليين الذين يغادرون البلاد بحثًا عن حياة أفضل.
شهدت القضية الفلسطينية دعمًا شعبيًا غير مسبوق في الغرب، وخاصة بعد الهجوم العنيف على قطاع غزة. وقد تغيرت آراء الشباب الأميركي وزاد دعمهم للفلسطينيين، مما يشير إلى تحول في الرأي العام العالمي بشأن القضية الفلسطينية.
تزايدت معدلات الفقر في إسرائيل، حيث يعيش 1 من بين كل 5 إسرائيليين تحت خط الفقر. ومن المتوقع أن تزداد معدلات الفقر في السنوات المقبلة، مما يعكس هشاشة الدولة الصهيونية من الداخل.
المشروع الصهيوني استعمر الأراضي الفلسطينية بدعم من بريطانيا، ومن دون هذا الدعم، لم تكن إسرائيل ستستمر. إسرائيل تعتمد في كل المناحي على الدعم الخارجي، وبدون ذلك فإنها لن تستمر. إسرائيل مجتمع هش مليء بالمشكلات الاقتصادية والاجتماعية ويعيش في الخوف. وهذا يسهم في صعود تيار “ما بعد الصهيونية” داخل إسرائيل الذي يكشف عن التناقضات والمشاكل في فكرة إسرائيل.