تجذب المأكولات المريحة مثل الأطعمة الدسمة والحلويات والشوكولاتة الساخنة في فصل الشتاء. وتعرف الأطعمة المريحة بأنها الأطعمة التي يتناولها الناس لتحسين المزاج والتخفيف من التوتر والقلق أو الملل. وتحتوي الأطعمة المريحة غالبًا على نسب عالية من النشويات والدهون والسكريات. تساعد الأطعمة المريحة على إفراز هرموني الدوبامين والسيروتونين الذين يساعدان في الشعور بالسعادة اللحظية. وغالبًا ما يتناول الناس الطعام المريح كاستجابة للضغوط العاطفية أو الاكتئاب الموسمي في فصل الشتاء. وينصح بتناول الأطعمة المريحة التي تشعر بالدفء مثل الشوربات الصحية والخضروات في الفصول الباردة. يمكن أيضًا استبدال الأطعمة المريحة بنوعيات أخرى من الطعام الموسمي مثل البطاطا الحلوة والكستناء والذرة. ويمكن أيضًا تحطيم نمط تناول الطعام العاطفي عن طريق ممارسة الهوايات أو الرياضة التي تحسن المزاج وتقلل التوتر.
الأطعمة المريحة تثير مشاعر السعادة والرفاهية، وتعزز الرغبة في تناولها في الشتاء. يمكن أن تكون الأطعمة المريحة ذات صلة بالذكريات الدافئة والإيجابية مع العائلة أو من نحب. كما يمكن أن يكون تناول الطعام الدافئ رد فعلًا طبيعيًا للبحث عن شعور بالدفء. تؤثر التغيرات في درجات الحرارة والإضاءة في الشتاء على هرمونات الجسم وقد تؤثر في المزاج وتحفز الرغبة في تناول الطعام. وفي الفصول الباردة قد يتم التجمع والاستمتاع بالطعام مع الأحباء داخل المنازل، مما يعزز الرغبة في تناول الأطعمة المريحة. وتشير بعض الدراسات أن الأطعمة المريحة لها دور في زيادة مستويات السيروتونين في الجسم، وهو ناقل عصبي مرتبط بمشاعر السعادة والرفاهية.
هناك أسباب نفسية تفسر لماذا نشتاق للأطعمة المريحة في الشتاء وليس في الصيف. فالمعدة تنتج مواد سعادة كيميائية عند تناول الطعام، وهذه المواد تثير مشاعر السعادة والرفاهية. كما يتم إنتاج هذه المواد عند ممارسة الرياضة وتعرضنا لأشعة الشمس، والتي تنخفض في الشتاء، مما يؤثر في التوازن البكتيري الجيد والسيء في المعدة ويؤثر في العلاقة بين الأمعاء والدماغ. قد يكون التوق إلى تناول الأطعمة المريحة في الشتاء تطوريًا، حيث كان البشر في الماضي يحتاجون إلى زيادة وزن أجسامهم للتدفئة والبقاء على قيد الحياة في ظروفهم البيئية. وتشير نظرية التعلم الاجتماعي إلى أننا نتعلم من بعضنا البعض من خلال المراقبة والتقليد والنمذجة.