سقطت عدة جنود إسرائيليات في عملية “طوفان الأقصى” التي وقعت في غزة في أكتوبر الماضي. وتشير هذه الحادثة إلى المهام التي تقوم بها النساء المجندات ونسبتهن في الجيش الإسرائيلي.
إسرائيل هي واحدة من البلدان القليلة في العالم التي تفرض الخدمة العسكرية الإلزامية على النساء. يهدف ذلك إلى زيادة حجم الجيش الإسرائيلي وتعزيز القوة العسكرية للبلاد.
تشير الأبحاث إلى أن تاريخ تجنيد النساء في إسرائيل يعود إلى النساء اليهوديات اللاتي خدمن في الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية. وقد تم استثناء النساء العربيات واليهوديات المتدينات من الخدمة الإلزامية لأسباب دينية وسياسية.
تشكل النساء حوالي ثلث الجيش الإسرائيلي، وقد بلغ عدد القتلى بين المجندات منذ عام 1948 حوالي 600 جندية.
تفرض الخدمة الإلزامية بعد اتمام الـ18 عامًا، وتختلف مدة الخدمة للنساء عن الرجال. وفي حالة الزواج، يصبح الخدمة الإلزامية غير ملزمة، ولكن بإمكان المرأة الاستمرار في الجيش بشكل طوعي.
تشارك المجندات في مهام غير القتال في الجيش الإسرائيلي مثل التمريض والتدريس والخدمات الاجتماعية والأعمال الإدارية.
تغيرت الظروف مع تقدم تكنولوجيا الأسلحة، حيث تتطلب بعض المهام العسكرية التركيز والمهارات الذهنية بدلاً من القوة البدنية، مما يناسب المجندات بشكل أكبر.
حدث تغيير في عام 1994 عندما قدمت امرأة من جنوب أفريقيا استئنافًا ضد رفض الجيش السماح لها بإجراء اختبارات الفحص للالتحاق بمدرسة الطيران بسبب جنسها. وقضت المحكمة العليا بعدم وجود مبرر للتمييز بين الرجل والمرأة في التجنيد.
تشارك المجندات في العديد من الأدوار المهمة في الجيش الإسرائيلي مثل جمع المعلومات الاستخبارية وتوجيه الطائرات المسيرة ونقل الجرحى وتوجيه الجنود خلال المهام القتالية.
ومع ذلك، فإن هناك بعض التحفظات بشأن تجنيد النساء في الجيش، وخاصة فيما يتعلق بالوحدات التي تتطلب قواعد الاحتشام الدينية أو القوة البدنية.
قد يؤدي سقوط المجندات في عمليات قتالية إلى إعادة النظر في توزيعهن على الأماكن القريبة من مناطق التوتر ومراعاة الاحتشام الديني، وتفادي حدوث حالات التحرش، والتي وصل عددها إلى أكثر من 1500 حالة سنويا.
تشكل المجندات الإسرائيليات جزءًا هامًا من المجتمع الإسرائيلي، وتواجهن تحديات وصعوبات عديدة في الجيش وفي مواجهة النزاعات في المنطقة.