يرى محللون أن الولايات المتحدة الأميركية ليست راغبة في وقف الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، ويعزون ذلك إلى سيطرة المصالح السياسية الداخلية على السياسة الخارجية لإدارة الرئيس جو بايدن. وأثبتت واشنطن في الشهور الثلاثة الماضية أنها لا تريد وقف الحرب وأنها متورطة فيما يجري. وخلال مشاركتها في برنامج “غزة.. ماذا بعد؟”، قالت الدكتورة دلال عريقات إن الرئيس الأميركي يمكنه وقف الحرب فورا إذا أراد ذلك، لكنه يواصل توفير الحماية لدولة الاحتلال.
الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر ودونالد ترامب كانوا الوحيدين الذين نجحوا في التأثير على إسرائيل، ويمكن لجو بايدن أيضًا التأثير على تل أبيب إذا أراد ذلك، ولكنه لا يريد. وترجع التوترات البسيطة في التعامل الأميركي مع إسرائيل إلى الانقسام المتزايد في إسرائيل وخشية واشنطن من تأثيره في قائمة إسرائيل في المنطقة. كما يعتقد مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأميركية أن سياسة الخارجية الأميركية مرهونة بشكل كبير بالسياسة الداخلية.
السياسيون في واشنطن يتعاملون بناءً على مصالحهم الضيقة والداخلية، ولا يتحركون لوقف الحرب إلا إذا انتقلت إلى دول أخرى في المنطقة. ويحاول بايدن استغلال الحرب بهدف تمرير مشروع التطبيع في المنطقة، وتعتبر إقامة الدولة الفلسطينية ثانوية بالنسبة لهذا المشروع. وعلى الدول العربية أن تطالب واشنطن بوقف الحرب كثمن للتطبيع، وأن تشرع في استخدام ضغوطها القانونية والدبلوماسية.
الديمقراطية ومكافحة الإرهاب تستخدمها واشنطن كوسيلة لتحقيق مصالحها في المنطقة، ولكن الحل الحقيقي يجب أن يكون من خلال إقامة دولة فلسطين. ومن المهم أن تكون حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ودولة قطر جزءًا من أي خطة مقبلة، حيث يمكنهما التوصل لحلول مضمونة التنفيذ.