تشتهر إعلانات الجمال بوعودها بتحسين مظهر البشرة وتجميل الرموش وتقليل التجاعيد، وتحظى بشعبية كبيرة حول العالم. ولكن، تشكل هذه المنتجات خطورة على صحة النساء والصحة العامة بسبب الكيماويات التي تحتوي عليها والتي تؤثر على الغدد الصماء وتتداخل مع خصوبة المرأة وصحة الجنين. دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة ماساتشوستس في الولايات المتحدة كشفت عن العلاقة بين المواد الكيميائية المعروفة باسم “الفثالات” والتي توجد في منتجات العناية الشخصية والصابون والعبوات البلاستيكية، وبين الحيوية الإنجابية للنساء وفرص الحمل. وتوصلت الدراسة أيضًا إلى أن هذه المواد الكيميائية تزيد من الالتهاب والإجهاد التأكسدي في الجسم وتتداخل مع وظيفة الهرمونات الطبيعية. وبالإضافة إلى ذلك، فإنها تشكل خطرًا على وظيفة الهرمونات التناسلية وتقلل من فرص الحمل والحفاظ على الحمل.
تثبت الدراسة أن التعرض للفثالات يرتبط بتقليل فرص الحمل وزيادة احتمالات الولادة مبكرة. وتوصلت دراسة أخرى قام بها باحثون من جامعة هارفارد إلى أن النساء الحوامل اللاتي تعرضن للفثالات يواجهن خطر الإصابة بضعف تحمل الغلوكوز والسمنة بشكل أكبر مقارنة بالنساء الحوامل اللاتي لا يتعرضن لهذه المواد الكيميائية. وقد تؤدي هذه المشاكل إلى مضاعفات صحية خطيرة للأم والطفل، بما في ذلك مشاكل النمو العصبي مثل التوحد.
لتجنب التعرض لهذه المواد الكيميائية الضارة، يمكن اتباع بعض الإرشادات. من الأفضل التحقق من تصنيفات المنتجات الشخصية واختيار الخيارات الخالية من الفثالات. ينبغي تجنب استخدام المنتجات المعطرة والاهتمام بتهوية المنزل بانتظام لتقليل استنشاق المواد الكيميائية. يجب أيضًا استبدال الأرضيات البلاستيكية بمواد طبيعية مثل الخشب أو الخيزران. ويفضل تجنب تناول الوجبات السريعة التي تحتوي على الفثالات بشكل مرتفع. تجنب استخدام المنتجات التي تحتوي على الفثالات في الحد الأدنى الممكن قد يساعد في الحفاظ على صحة النساء وصحة الجنين.