خلال العقود الطويلة الماضية، كانت مدينة خاركيف هدفًا رئيسًا للعديد من القوات والأحزاب والقوى الدولية والإقليمية. وقد شهد تاريخ المدينة منذ الحرب العالمية الثانية حتى الوقت الحاضر تدخل دول الحلفاء الى جانب موسكو. وبعد الحرب، تم إعادة بناء المدينة وحصلت على وسام لينين الشرفي وصفة “المدينة البطلة”. وبسبب مكانتها العسكرية والصناعية وموقعها الجغرافي، تم اختيار خاركيف كموقع لتمديد عقد اتفاقية بقاء الأسطول الروسي في البحر الأسود.
تعتبر مدينة خاركيف واحدة من المدن التي شهدت حراكًا انفصاليًا كبيرًا في عام 2014. ومنذ ذلك الحين، تغيرت مواقف سكان المدينة وأصبحوا معادين لروسيا ومناهضين لها. وتعتبر المدينة هدفًا للقصف من قبل القوات الروسية وتتعرض لهجمات شبه يومية. ويرى الأوكرانيون أن الروس يروجون لرواية زائفة بأن سكان المدينة المتحدثين بالروسية مضطهدين وأن المدينة تعود إلى روسيا تاريخيًا. ومنذ بداية الحرب، أثبتت المدينة مقاومتها للقوات الروسية وألحقت بهم خسائر كبيرة.
بسبب قربها من الحدود الروسية، يعتبر قصف خاركيف ومناطق أخرى قريبة منها مصدرًا للإزعاج للروس. وتعتبر القذائف والصواريخ من الأسلحة المستخدمة في القصف. ويرى العمدة أن الهدف من القصف هو الانتقام من المدينة ومواطنيها. كما يشير الخبراء إلى أن القصف قد يكون رد فعل على الهجمات التي تعرضت لها بيلغورود وغيرها من المدن الروسية. وتحدث الأخطاء الروسية في بعض الأحيان، أو ربما يكون القصف لمناطق سكنية في الداخل الروسي لتعزيز التعبئة المحلية ضد أوكرانيا.
مدينة خاركيف تواجه تحديات عديدة نتيجة القصف المستمر. وتحتاج إلى نظام دفاع فعال لصد الصواريخ المستخدمة في الهجمات. وتعتبر المدينة مصدر إزعاج للروس بسبب المقاومة التي يظهرها أهلها. ويظهر هذا الانتقام من خلال توجيه الهجمات بشكل أكبر إلى الأحياء السكنية والبنى التحتية الحيوية.