كشفت تحقيقات جديدة من صحيفة وول ستريت جورنال عن المخاوف المستمرة في شركة بوينغ بشأن ممارسات التصنيع لديها. وتركز هذه المخاوف على استراتيجية بوينغ في الاعتماد على مصادر خارجية لتصنيع طائراتها وعدم مراقبة عمليات التصنيع بشكل كافٍ. وأثار حادث طائرة خطوط “ألاسكا إيرلاينز” الأخير جدلاً حول سلسلة القضايا المتعلقة بالجودة في شركة بوينغ.
وتشير التحقيقات إلى أن بوينغ تواجه مشاكل في استراتيجيتها المعتمدة على مصادر خارجية. فإلى جانب القضايا التي نشأت حول الجودة، شهدت شركة “سبيريت أيروسيستمز”، المورد الوحيد لجسم الطائرة لعدة طرز من بوينغ، توترًا في العلاقة بينهما فيما يتعلق بالتكلفة والجودة. وفيروس كورونا، والذي أدى إلى إغلاق طراز “ماكس” وتعرض شركة سبيريت لنقص في الموارد المالية والخبرات.
وأعرب كورنيل بيرد، رئيس فرع الرابطة الدولية للميكانيكيين وعمال الفضاء الجوي، عن قلقه إزاء ضغط عمل الموظفين في سبيريت وتأثيره على سلامة الطائرات في جميع أنحاء العالم. وأعلنت إدارة الطيران الاتحادية أنها ستكثف من الرقابة على تصنيع طائرات بوينغ وستعيد استعراض إنتاج طراز ماكس 9.
واعترف الرئيس التنفيذي لبوينغ، ديفيد كالهون، بمسؤولية شركته عن خطأ السلامة الأخير، مما يشير إلى تغيير في موقف الشركة تجاه المسائلة. ومع ذلك، تبقى هناك مخاوف بشأن قدرة بوينغ على معالجة مشاكل التصنيع الحالية. وأكد ستان ديل، رئيس أعمال الخطوط الجوية التجارية في بوينغ، على الحاجة إلى التحكم في عملية بناء الطائرات بشكل كامل لضمان الجودة.
تُظهر التحقيقات أيضًا أن الاعتماد على مصادر خارجية في التصنيع يزيد من تعقيدات عمليات التحكم في الجودة. وتعكس مشاكل بوينغ المستمرة تجارب الماضي، لا سيما استراتيجية الاعتماد الشديد على المصادر الخارجية في تطوير طائرة “787 دريملاينر”، التي أدت إلى تأخير في الإنتاج وتكاليف غير مخطط لها.
وبشكل عام، يجب أن تستخلص الدروس المستفادة من هذه المشاكل لتحسين ممارسات التصنيع لبوينغ وتعزيز الجودة وسلامة طائراتها. ويجب الاهتمام بسلسلة التوريد المعقدة والتصنيع المنتشر لحل مشاكل التصنيع المتزايدة في الشركة.